في منشور لافت على منصة "إكس"، أثار السياسي اليمني هاني البيض انتباه المتابعين بتعليقه حول واقع العمال في اليمن، مستشهداً بمقولة للمفكر الأيرلندي جورج برنارد شو تتعلق بالعمل والدافعية.

ومع ذلك، أكد البيض أن هذه الفلسفة تبدو بعيدة كل البعد عن حياة الموظفين والعمال في اليمن الذين يواجهون تحديات غير مسبوقة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعصف بالبلاد.

وفي تحليله، أشار البيض إلى أن غالبية الموظفين اليمنيين يعملون لساعات طويلة تحت ضغط متزايد، مقابل مرتبات زهيدة لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم خلال الأيام الأولى من الشهر، ناهيك عن تغطية التزاماتهم المالية الأخرى.

وأوضح أن سوء الإدارة يعد أحد أبرز العقبات التي يواجهها العمال، حيث يتحملون أعباء إضافية نتيجة التعامل مع مدراء فاشلين وفاسدين، مما يخلق بيئة عمل غير مستقرة وغير مشجعة، بل طاردة للإبداع والجهد.

ولفت البيض الانتباه إلى أن الموظفين اليمنيين ليسوا فقط عرضة لضغوط العمل اليومية، بل إنهم يكافحون أيضاً وسط مشاريع سياسية غامضة ومليئة بالأفكار السلبية التي لا توفر أي رؤية واضحة أو أفق للحلول.

وعلى الرغم من هذا الواقع المرير، أكد البيض أن الشعب اليمني يتمتع بصمود استثنائي وإيمان قوي بمستقبل أفضل، وهو ما يمنحهم القوة للاستمرار رغم المعاناة المستمرة.

ختاماً، أعرب البيض عن أسفه العميق لهذه الأوضاع، قائلاً: "لله المشتكى، ولله الأمر من قبل ومن بعد". وأكد أن الحل يكمن في إصلاح حقيقي يبدأ بإعادة النظر في السياسات الاقتصادية والإدارية، ووضع حد للفساد المستشري الذي ينهش حقوق الناس ويبدد طاقاتهم.

جاءت كلماته بمثابة صرخة مدوية تعكس وجع الشعب اليمني وآماله في غدٍ أكثر إنصافاً واستقراراً، مذكّراً الجميع بأن الأمل هو السلاح الوحيد الذي يملكه المواطن في وجه التحديات المتراكمة.