مرصد مينا
أثارت تهنئة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأحمد الشرع، أمس الجمعة، بمناسبة توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين مصر وسوريا، خاصة بعد فترة من المواقف المتحفظة من القاهرة تجاه دمشق. هذه الخطوة، وفقاً لعدد من الخبراء، قد تساهم في تعزيز التقارب بين البلدين.
وفي تعليقاته حول ذلك، اعتبر السفير محمد العرابي، رئيس “المجلس المصري للشؤون الخارجية”في تصريحات صحافية اليوم السبت، أن “هذه التهنئة قد تفتح الطريق لمرحلة جديدة من العلاقات بين مصر وسوريا”.
وأشار إلى أن “هناك فرصة لبناء تقارب إيجابي بين البلدين في حال استمرت دمشق في تحقيق تطلعات القاهرة لبناء مؤسسات الدولة”.
وجاءت تهنئة السيسي بعد إعلان إدارة دمشق الجديدة عن تسمية الشرع رئيساً مؤقتاً يوم الأربعاء الماضي، في خطوة تعكس رغبة سوريا في استقرار البلد، وهو ما أشارت إليه تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في يناير الماضي.
حينها، شدد الوزير المصري على ضرورة أن تتبنى سوريا مقاربة شاملة لعملية السلام وتبني مؤسسات الدولة، مع التأكيد على أهمية أن تصبح سوريا مصدراً للاستقرار في المنطقة.
في هذا السياق، يعتقد العرابي أن هذه التهنئة تندرج ضمن سلسلة من التحركات المصرية المدروسة لتعزيز التقارب مع سوريا، مستشهداً بإشارات إيجابية من مسؤولين عرب حول رغبة دمشق في إعادة بناء علاقاتها مع القاهرة.
واعتبر أن الخطوة تشكل فرصة لتعزيز استقرار سوريا في محيطها العربي.
من جهته، يعتقد محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن “القاهرة لم تبتعد عن المشهد السوري طوال السنوات الماضية، وواصلت دعمها للجهود السورية في بناء دولة المؤسسات”.
واعتبر الحجازي بأن هذه التوجهات أسفرت عن نتائج ملموسة، إذ تُعد القرارات الانتقالية السورية الأخيرة خطوة مهمة نحو تعزيز المؤسسات السورية، وهو ما يتماشى مع الرؤية المصرية.
مع ذلك، لا يمكن اعتبار الخطوة المصرية الإيجابية حاسمة في تحديد مسار العلاقات بين البلدين في المستقبل، حسبما يرى العرابي، الذي أشار إلى أنه يتحلى بـ “تفاؤل حذر” بسبب التغيرات السريعة في المنطقة.
وأضاف أنه من الممكن أن تكون التهنئة بداية لخطوة مصرية تشمل زيارة لمسؤولين مصريين إلى دمشق في حال تطورت الأوضاع.
من جانبه، يتوقع حجازي أن تكون العلاقات بين مصر وسوريا في طريقها إلى انطلاقة إيجابية إذا واصلت سوريا جهودها في بناء مؤسسات الدولة وأجابت عن القضايا التي تشغل بال القاهرة في عدة ملفات هامة.
0 تعليق