كنت في أحد المجالس مع مجموعة أصدقاء، وتحدثت إليهم عن مروري بضائقة مالية، وعجزي عن سداد دين مستحق لإحدى الشركات المعنية بالتمويل، ولم ألاحظ أن أحد الموجودين يسجل التفاصيل في هاتفه، ثم فاجأني بعد أيام قليلة بسداد ذلك الدين دون أن يراجعني أو أطلب منه ذلك، وبعد مرور نحو سنتين على تلك الواقعة فوجئت به يطالبني برد الدين، فهل يحق له قانوناً ذلك؟ وماذا يجب أن أفعل؟ (س.م - دبي)
من المقرر قانوناً أن من أوفى دين غيره بأمره كان له الرجوع على الطرف المدين بما أداه عنه، وهكذا يشترط وجود اتفاق بين الطرفين، وطلب المدين من الدائن التكفل بسداد دينه. أما من أوفى دين غيره دون أمر أو طلب المدين فليس له الرجوع بما دفعه على المدين إلا في الحالات المنصوص عليها في الفضالة، كما لا يحق له الرجوع على الدائن الأصلي إلا إذا أبرأ المدين من الدين ولو بعد استيفاء دينه من الموفي. بمعنى أنه في حالة استوفى الدائن الأصلي الدين من المدين بعد استيفائه سابقاً من الموفي فيحق للأخير مطالبته به. والمقصود بـ«الفضالة» من قام بفعل نافع دون أن يأمره أحد بذلك، ولكن أذن به القاضي أو فرضته ضرورة أو قضى به عرف، ويعتبر نائباً عن الشخص المدين وتسري عليه أحكام الفضالة. وبعيداً عن القانون يظل هناك التزام أخلاقي على الشخص الذي أوفى له بدينه حتى لو لم يطلب منه المدين ذلك، وذلك من باب رد الفضل والمعروف، وتعزيز نشر الخير بين الناس، وحرصهم على مساعدة بعضهم بعضاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق