عاش السوري عمر السومة، مهاجم فريق العروبة الأول لكرة القدم، مشاعر بالجملة، أمام الأهلي، مساء الخميس، إلا شعور التسجيل في مرمى فريقه السابق، الذي أحس به قبل 10 أعوام.
وقبيل انطلاق المباراة التي احتضنها ملعب نادي العروبة ضمن الجولة الـ 18 من دوري روشن السعودي، حصل المهاجم على تحية حارة من مدرج الأهلي. وفي تلقائية، تجاوز إطار العلاقة الاحترافية مع ناديه الحالي إلى الحد المقبول، وذهب لرد تحية جمهور المنافس.
وفور انطلاق صافرة البداية، نحّى اللاعب عاطفته جانبًا، وأخذ على عاتقه واجب هز شباك الفريق، الذي لطالما سجّل لمصلحته طوال 8 أعوام مثّله فيها، بين 2014 وحتى 2022.
وبعد 3 دقائق فقط كاد ينجح في مهمته برأسية بعيدة المدى، أبعدها السنغالي إدوارد ميندي، حارس مرمى الأهلي، من تحت العارضة إلى خارج الملعب.
تكرّرت الفرصة خلال الشوط الثاني، من بقعة أقرب، ووضع أسهل، لكن ميندي أبى إلا حرمانه من اختبار ذلك المذاق الذي استطعمه السوري مع الأهلي أمام القادسية الكويتي.
في 17 فبراير 2015، ضرب الأهلي موعدًا مع القادسية، ضمن الملحق المؤهل إلى مرحلة مجموعات دوري أبطال آسيا، بعد نحو 9 أشهر من مغادرة السومة «القلعة الصفراء» متجهًا إلى الكتيبة الجدّاوية.
كانت مباراة واحدة، لا تقبل القسمة على اثنين، فبطاقة التأهل لا تتسع سوى لاسم واحد، إمّا الأهلي، أو «بنو قادس».
وعلى ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، ظل الأهلي، صاحب الضيافة، متأخرًا بهدف للخبير بدر المطوّع، حتى الدقيقة 85، التي شهدت تصدّي المهاجم السوري، لمهمة تسديد ركلة جزاء قد تتسبب في الإطاحة بآمال فريقه السابق.
ودون تردُّد، أسكن السومة، متجردًا من أي عاطفة، الكرة شباك القادسية، مُدركًا التعادل للفريق الذي يحمل شعاره، في وقت قاتل.
وقادت جزائية السومة المباراة إلى وقتين إضافيين، سجّل في ثانيهما مصطفى بصاص، لاعب وسط الأهلي، هدف الفوز والتأهل إلى مرحلة المجموعات من المحفل القاري.
وفيما اغتال أحلام القادسية رغمًا عنه، أعفاه ميندي من تذوق حلاوة ذلك الهدف المُر مجددًا، وأعتقه من لعب دور البطولة مرة ثانية ضد بيته السابق.