نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حق لا يُسقطه الزمن..مصر تتصدى لضغوط ترامب وتفشل خطة تهجير غزة - عرب بريس, اليوم الجمعة 31 يناير 2025 10:59 صباحاً
أصر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على اقتراحه بتهجير أهل غزة، رغم الرفض القاطع من مصر والأردن، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافعه وآثاره المحتملة على الاستقرار الإقليمي.
لكن، وبالرغم من الضغط الأمريكي، تملك كل من مصر والأردن أوراق قوة عدة لمواجهة هذا الضغط، في وقت يعتبر فيه التهجير انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين وتهديدًا للسلام الإقليمي.
الخطة الأمريكية تهجير سكان غزة
واقترح ترامب تهجير سكان قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة إلى مصر والأردن، متذرعًا بأن ذلك قد يساعد في "تنظيف القطاع" وتخفيف حدة الأزمات الإنسانية هناك. وذهب أبعد من ذلك بتهديد الدولتين، قائلاً إنه سيستخدم مساعدات مالية ورسومًا جمركية كأدوات ضغط لتنفيذ خطته. ورغم هذه الضغوط، تواجه مصر والأردن هذا الاقتراح بعناد ورفض.
موقف مصر الرافض
مصر، التي تُعتبر القوة الإقليمية المحورية في المنطقة، أظهرت رفضًا قاطعًا لهذه الخطة، محذرة من أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأمن القومي المصري والعربي. وأوضح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات رسمية أن القضية الفلسطينية تمثل قضية جوهرية للمصريين، مشددًا على أن أي اقتراح يمس حقوق الفلسطينيين لا يمكن قبوله.
في مؤتمر صحفي عقد في 29 يناير، أكد السيسي أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول ترحيل الفلسطينيين من أرضهم. كما استخدم السيسي "ورقة الضغط الشعبي" حين أشار إلى أن مثل هذا القرار سيواجه معارضة شعبية واسعة في مصر.
الأردن الرفض هو الخيار
بدورها، أكدت الأردن على رفضها لهذا الاقتراح، مشيرة إلى أن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون ضمن الأراضي الفلسطينية نفسها، وأن أي محاولة لتوطين الفلسطينيين في أراضٍ أخرى لن تحل القضية بل قد تساهم في تعقيد الوضع. وكان الملك عبد الله الثاني قد عبر في عدة مناسبات عن ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مع ضمان حقوق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم.
رفض الفلسطينيين والمجتمع الدولي
لا تقتصر المعارضة على مصر والأردن فقط، بل يشمل أيضًا الموقف الفلسطيني الموحد. حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، أكدت رفضها التام لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، واصفة إياها بمخطط غير إنساني يهدف إلى التخلص من قضية الشعب الفلسطيني. كما دعت الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذه الطروحات، والعمل بدلاً من ذلك على تمكين الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم.
على المستوى الدولي، قوبل الاقتراح الأمريكي أيضًا برفض من دول ومنظمات عدة. إذ نفت الحكومة الألبانية ما تم تداوله بشأن استعدادها لاستقبال الفلسطينيين من غزة، ووصف رئيس الوزراء الألباني تصريحات ترامب بأنها "أخبار كاذبة". كذلك، أعلنت قطر عن دعمها الثابت للحقوق الفلسطينية، مؤكدة أن حل الدولتين هو الحل الوحيد.
تأثير الضغوط الأمريكية على العلاقات الإقليمية
الضغوط الأمريكية على مصر والأردن قد تكون لها تبعات كبيرة على العلاقات الثنائية، رغم أن العلاقات بين هذه الدول وأمريكا تاريخية وقوية. فمصر والأردن يمثلان حليفين أساسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، واستقرار هذين البلدين يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان الأمن الإقليمي. وبالتالي، فإن أي محاولة لزعزعة استقرارهما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على المنطقة بأسرها.
الاختلاف بين الخطط السابقة والوقت الحالي
لم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها ترامب تغيير الواقع الديموغرافي في المنطقة فقد طرح ما يعرف بـ "صفقة القرن" عام 2020، التي تضمنت إعادة رسم الحدود في الضفة الغربية، وضم المستوطنات الكبرى إلى إسرائيل، مع تقديم حكم ذاتي محدود للفلسطينيين في مناطق معينة. ورغم ذلك، كانت الخطة مرفوضة من قبل الفلسطينيين والدول العربية، لكونها تعكس تصورات أمريكية وإسرائيلية دون مراعاة لحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
رغم الضغوط الأمريكية، تظل مصر والأردن في موقف قوي بفضل قوتهم السياسية والإقليمية، بالإضافة إلى دعم الرأي العام الداخلي والدولي.
فالمجتمع الدولي يرى في الحفاظ على حقوق الفلسطينيين مسألة أساسية في تحقيق السلام في المنطقة. ومن المتوقع أن تواصل كل من مصر والأردن العمل على إحباط هذه المقترحات الأمريكية، للحفاظ على استقرار المنطقة وضمان حقوق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم.
0 تعليق