تعيش شركة ميتا حالة من الأزمة بعد أن أطلقت شركة ديب سيك، الصينية، نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي بتكلفة ضئيلة مقارنة مع منافسيه.
نجاح ديب سيك ليس علامة على تفوق الصين على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بل دليل على تفوق نماذج المصدر المفتوح على النماذج الملكية
و تشير التقارير إلى أن شركة ميتا وضعت 4 "غرف حرب" للتحقيق في كيفية تطوير النموذج الجديد، بدعم من High-Flyer Capital Management، لبرنامج الدردشة الآلي R1 .
وزعم شركة ديب سيك أن R1 يعمل على قدم المساواة مع نماذج مثل "ChatGPT"، بينما يأتي بجزء بسيط من التكلفة، وقد وضع هذا التطور فريق الذكاء الاصطناعي في ميتا في حالة تأهب قصوى، حيث أثار مخاوف بشأن الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الشركات الأمريكية في الذكاء الاصطناعي، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وأفادت التقارير أن ماثيو أولدهام، مدير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في ميتا، أخبر زملاءه أن النموذج الجديد للشركة الناشئة الصينية قد يتفوق على الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي لشركة ميتا "Llama 4"، المقرر إطلاقه خلال العام الجاري.
وذكرت The Information أن اثنين من موظفي ميتا أكدوا استجابة الشركة العاجلة للمنافسة غير المتوقعة.
ومن بين غرف الحرب الأربع، يركز فريقان على الكشف عن كيفية قيام High-Flyer بخفض تكاليف التدريب والتشغيل بشكل كبير لشركة ديب سيك، بهدف تطبيق استراتيجيات مماثلة لتحسين نموذجهم "Llama".
ويقوم الفريقان الآخران بالتحقيق في البيانات المستخدمة لتدريب النموذج واستكشاف التعديلات المحتملة على Llama بناءً على بنيته.
وتحدث متحدث باسم ميتا عن الموقف قائلاً، "نقوم بانتظام بتقييم جميع النماذج التنافسية في عملية التطوير الخاصة بنا وقد فعلنا ذلك منذ تشكيل مجموعة Gen AI ، وكان Llama أساسياً في إنشاء النظام البيئي لنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، ولا يمكننا أن نكون أكثر حماساً لتوسيع هذه القيادة مع الإصدار القادم من Llama 4".
خطة
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ أخيراُ عن استثمار ضخم بقيمة 65 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك توسيع البنية التحتية لمركز البيانات وزيادة التوظيف المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
وتسلط خطة الإنفاق الخاصة بالشركة الضوء على المنافسة الشديدة في صناعة الذكاء الاصطناعي، وخاصة ضد OpenAI، التي دخلت في شراكة مع SoftBank وOracle لمشروع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بقيمة 500 مليار دولار يسمى Stargate.
وتشتد حدة الجدل حول الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، ويرى يان لوكان، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا، أن نجاح ديب سيك ليس علامة على تفوق الصين على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بل دليل على تفوق نماذج المصدر المفتوح على النماذج الملكية.
المصدر المفتوح
وعلى النقيض من ذلك، انتقلت OpenAI، التي روجت في البداية لنهج مفتوح المصدر، نحو تطوير الذكاء الاصطناعي مغلق المصدر.
وأكد لوكان على أهمية التعاون المفتوح، قائلاً: "لقد توصلوا إلى أفكار جديدة وبنوها على أعمال أشخاص آخرين، ولأن عملهم منشور ومفتوح المصدر، يمكن للجميع الاستفادة منه، هذه هي قوة البحث المفتوح والمصدر المفتوح".
وقدمت شركة DeepSeek نظام R1 في وقت سابق من هذا الشهر، زاعمة أنه "يظهر قدرات استدلالية رائعة" وأنه "يدفع حدود" الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
وقد صدم هذا الإعلان وادي السيليكون، حيث هيمن على المناقشات التقنية جنباً إلى جنب مع الأحداث الكبرى مثل المنتدى الاقتصادي العالمي والتطورات السياسية في الولايات المتحدة.
مع وضد
ومع تكثيف سباق الذكاء الاصطناعي، يستمر النقاش بين النهجين مفتوح المصدر ومغلق المصدر.
و يزعم أنصار المصدر المفتوح أنه يدفع الابتكار السريع وإمكانية الوصول الواسعة، بينما يعتقد أنصار المصدر المغلق أنه يضمن قدراً أكبر من الأمان.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان أخيراً، أنه في حين تفضل الشركة حالياً نهجاً مغلقاً لأسباب تتعلق بالسلامة، فإنه يأمل في إتاحة المزيد من الأشياء مفتوحة المصدر في المستقبل، وفق تعبيره.
0 تعليق