عند بوابة الحق: الجنوبيون والفلسطينيون يسطّرون حكاية العودة - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عند بوابة الحق: الجنوبيون والفلسطينيون يسطّرون حكاية العودة - عرب بريس, اليوم الاثنين 27 يناير 2025 02:24 مساءً

محمد علوش

في الجنوب اللبناني كما في غزة، تُفتح بوابات العودة عنوة، لتشهد الأرض على عشق أبنائها الذي لا ينضب. مشهدان يلتقيان تحت سقف التحدي والصمود، حيث الإرادة تُعيد بناء الحياة فوق أنقاض الحروب، وحيث العودة ليست مجرّد خطوة، بل عهدٌ متجدد بأن الأرض للأوفياء وحدهم.

ففي اليوم الأول بعد انتهاء فترة الهدنة، استعاد الجنوب اللبناني مشهده الأصيل، مشهد أهله يتقدمون بلا تردد نحو أرضهم التي لا تزال تنتظرهم. لم ينتظروا إذناً من أحد، ولم يُعَوِّلوا على لجان إشراف أو قرارات دولية. كان قرارهم واضحاً: الأرض لا تُحرَّر إلا بأيدي أصحابها.

بدأ الأهالي من القرى الحدودية مسيرتهم البطولي، يكسرون قيود الاحتلال بأجسادهم العارية، غير آبهين بحصار أو رصاص عدو. شهد الجنوب عودة ملحمية، حيث وقف الأهالي على خطوط النار، ودخلوا قراهم المحرومة بصدور مفعمة بالعزم، فكتبوا فصلاً جديداً في تاريخ المقاومة الشعبية.

الجنوبيون يتحدون قوات الاحتلال ويدخلون إلى بلداتهم عند الحدود مع فلسطين
الجنوبيون يتحدون قوات الاحتلال ويدخلون إلى بلداتهم عند الحدود مع فلسطين

في هذا اليوم، امتزج الفرح بالتضحيات، إذ ارتقى 23 شهيداً في أول أيام التحرير الشعبي، وما زال القرار الجماعي للأهالي واضحاً: مواصلة الطريق حتى التحرير الكامل. وبينما يتحدث الساسة عن مهل إضافية للاحتلال، كان الجنوب يتحدث بلغة شعبه: “لن نقبل ببقاء الاحتلال دقيقة إضافية”.

هذا الجنوب الذي اعتاد الميدان لغةً، أثبت مرة أخرى أن كرامة الأرض تكتب بدماء الشهداء وبسواعد من لا يعرفون الاستسلام.

غزة: عودة النازحين إلى الشمال

على الجانب الآخر، كانت غزة تخوض معركتها الخاصة من أجل الكرامة. مع أولى ساعات الصباح، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، إلى مدنهم وبيوتهم المدمّرة، سائرين على الأقدام، متحدّين أوجاع النزوح وآلام الغربة القسرية داخل الوطن.

على طول شارع الرشيد، سار الفلسطينيون حاملين أثقال الذكريات وأحلام العودة. هذه الحشود التي صمدت ليالي طويلة في العراء، رغم البرد والجوع، أكدت أن الفلسطيني لا يُهزم مهما قست عليه الظروف.

عودة أهالي غزة

حركة العائدين حملت رسالة لا لبس فيها: مهما فعل الاحتلال لتشريدنا وتهجيرنا، سنعود. وقالت حركة “حماس” إنّ عودة النازحين دليل على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية، وإنّ مشهد العودة الجماهيرية هو إعلان واضح بأن الأرض للشعب، مهما طال أمد المعاناة.

بين الجنوب اللبناني وغزة، تمتد خيوط الصمود المشترك. في كلا المكانين، يقف شعب لا يقبل الخضوع، شعب يرى في الأرض كرامته وفي العودة حقه. في الجنوب، اقتحام للقرى المحتلة، وفي غزة، مسيرات العودة رغم الدمار. كلاهما يعبر عن إرادة واحدة: الحرية.

ورغم اختلاف المشهد الجغرافي، فإن لغة الكفاح واحدة، لغة تُكتب بدماء الشهداء وصبر الأحياء. إنها لغة المقاومة، التي لا تعرف المستحيل ولا تهاب المحتل.

ما حدث في الجنوب وما يحدث في غزة هو درس للإنسانية بأن الشعوب المقهورة قادرة على صنع حريتها، وأن العودة إلى الأرض ليست مجرد حق، بل واجب يُكتب بالتضحيات، فتشرق شمس الكرامة على وطن أنهكته الآلام لكنه لم ينحنِ يوماً.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق