يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الاثنين، برئاسة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

كما يناقش الاجتماع الدوري، مستقبل العقوبات الأوروبية على سوريا، والأوضاع السياسية في لبنان، إضافةً إلى مناقشة العلاقات الأوروبية مع الولايات المتحدة وأوكرانيا.

الدعم الأوروبي لسوريا

يناقش الوزراء مستقبل الدعم الأوروبي لسوريا في ضوء التطورات الأخيرة، حيث أكد المجلس الأوروبي في كانون الأول 2024 أن سقوط "النظام الإجرامي" السابق يمثل فرصة تاريخية لإعادة توحيد البلاد وإعادة إعمارها.

وشدد الاتحاد على أهمية عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم، تضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري وفقًا لمبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وفي هذا السياق، يتوقع أن يبحث الوزراء خيارات دعم سوريا، بما في ذلك إمكانية تخفيف العقوبات الأوروبية المفروضة عليها، في إطار سعي الاتحاد لتعزيز الاستقرار وإعادة بناء المؤسسات السورية.

وقف إطلاق النار في غزة

يتناول الاجتماع تطورات الوضع في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن في 15 كانون الثاني 2025، حيث يرحب الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة، معتبرًا أنها تمثل تقدمًا نحو إنهاء الأعمال القتالية، وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، وإطلاق سراح المحتجزين لأكثر من 15 شهرًا.

وفي بيان سابق صدر في 18 كانون الثاني، أكدت بروكسل التزامها بدعم تنفيذ الاتفاق، مع التشديد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وضمان عودة النازحين إلى ديارهم بطريقة آمنة وكريمة.

كما شدد الاتحاد الأوروبي على دعمه لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويناقش الوزراء كيفية دعم السلطة الفلسطينية في التعامل مع التحديات الاقتصادية والإصلاحية، بما في ذلك المساعدات المالية والتعاون في الإصلاحات الداخلية.

كما يستعرضون الترتيبات الخاصة بعقد أول حوار رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، إلى جانب التحضيرات لاجتماع "مجلس الشراكة" مع إسرائيل.

تعزيز استقرار لبنان

تشمل أجندة الاجتماع أيضًا مناقشة الوضع في لبنان، إذ يتوقع أن يبحث الوزراء سبل دعم القوات المسلحة اللبنانية والمؤسسات الوطنية، خصوصًا في ضوء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2024 بين إسرائيل ولبنان، بوساطة فرنسية وأميركية.

ويؤكد الاتحاد الأوروبي على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينصّ على انسحاب جميع القوات المسلحة غير الحكومية من المنطقة الواقعة بين الحدود الإسرائيلية ونهر الليطاني، مع تعزيز دور القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لضمان استقرار الأوضاع.

ويناقش الوزراء كذلك نتائج الانتخابات الرئاسية اللبنانية التي جرت في 9 كانون الثاني، وإمكانية إعادة تنشيط الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.

الوضع الإنساني في غزة والمنطقة

يشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، وضمان وصولها إلى المحتاجين، بما في ذلك عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ويعبر الاتحاد عن قلقه من التشريعات الإسرائيلية التي قد تعيق عمل الوكالة، مشددًا على دورها الحاسم في تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين في غزة والمنطقة.

كما يدعو الاتحاد إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2735، الذي يدعو إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وتحسين الوصول الإنساني، وضمان التوزيع المستدام للمساعدات.

يأتي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في توقيت حاسم، مع تصاعد التحديات في الشرق الأوسط، بدءًا من الأوضاع في غزة وسوريا، وصولًا إلى مستقبل لبنان.

وبينما تسعى بروكسل إلى لعب دور فاعل في دعم الاستقرار، تبقى القضايا المتعلقة بإعادة الإعمار، والمساعدات الإنسانية، واستئناف العملية السياسية، محور نقاش الوزراء خلال الاجتماع.

المملكة