كشف تقرير "توجهات المستهلكين لعام 2025" الذي أعدته شركتا "تولونا" و"ميتريكس لاب" عن تحولات كبيرة في سلوكيات المستهلكين السعوديين. يشير التقرير إلى أن عام 2025 سيشهد تغيرات ملحوظة في طريقة تعامل السعوديين مع المال، الصحة، الاستدامة، والسفر الفاخر. وبينما يتزايد الاهتمام بإدارة المال بشكل أكثر حكمة، يظل رفاهية الحياة الشخصية أحد الأولويات التي لا يمكن الاستغناء عنها.

الإدارة المالية: التوجه نحو الإنفاق المدروس

أظهر التقرير أن 87% من السعوديين قد وضعوا أهدافًا للسنة الجديدة 2025، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي. واحتلت الإدارة المالية مركز الصدارة، حيث أشار 82% من المستهلكين إلى أنهم يركزون على تحسين نفقاتهم الشخصية. من بين هؤلاء، يخطط 47% للبحث عن فرص عمل جديدة بينما يعتزم 64% تحسين أوضاعهم المالية بشكل عام. ومع ذلك، وعلى الرغم من التركيز الكبير على التحفظ المالي، هناك توجه لتقليص الإنفاق على السلع الفاخرة مثل السيارات والعلامات التجارية الفاخرة.

الصحة والرفاهية: التركيز على نمط حياة صحي

تتزايد أهمية الصحة لدى السعوديين، حيث يخطط 64% منهم لممارسة الرياضة بشكل منتظم واتباع نظام غذائي متوازن. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم 46% زيادة استهلاك الأطعمة النباتية والمنتجات العضوية. كما أشار 54% من المشاركين إلى استعدادهم لدفع مبالغ أكبر مقابل المنتجات الطازجة، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا بجودة الحياة والصحة العامة.

السفر الفاخر: التوازن بين الترفيه والانضباط المالي

على الرغم من الاهتمام المتزايد بالإنفاق الحكيم، لا يزال السفر الفاخر يحظى بأولوية كبيرة لدى المستهلكين السعوديين. حيث يخطط 68% من المشاركين في التقرير للسفر إلى الخارج في عام 2025، مع استعداد 68% منهم لدفع المزيد من المال مقابل تجارب سفر فاخرة تشمل الإقامة في فنادق خمس نجوم والخدمات الجوية الممتازة.

الاستدامة: التوجه نحو مستهلك واعٍ بيئيًا

تزايد الوعي بالاستدامة كان من أبرز نتائج التقرير، حيث فضل 41% من السعوديين شراء المنتجات ذات العبوات الصديقة للبيئة، بينما عبر 53% عن رغبتهم في دعم الشركات التي تتبع ممارسات بيئية واجتماعية مسؤولة. كما أظهر التقرير أن 26% من المستهلكين يخططون لشراء سيارات هجينة في 2025، في إشارة إلى تزايد الاهتمام بالخيارات المستدامة.

وسائل التواصل الاجتماعي: استثمار الوقت في التفاعل الرقمي

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في حياة السعوديين، حيث أشار 78% من المشاركين إلى أنهم يخططون لزيادة تفاعلهم على منصات مثل يوتيوب وإنستغرام. هذه المنصات أصبحت أداة أساسية في اتخاذ قرارات الشراء والتفاعل مع العلامات التجارية، مما يعكس تأثيرها المتزايد على حياة الأفراد.

تشير هذه التوجهات إلى أن السعوديين يحرصون على اتخاذ قرارات مدروسة، حيث يوازن العديد منهم بين التوجه نحو الإنفاق الحكيم والاهتمام بالجودة والرفاهية الشخصية، وهو ما يعكس تزايد الوعي المالي والاجتماعي في المملكة.