في إطار سعيها لتحقيق الأمن الغذائي وتنويع الاقتصاد الوطني، تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتحقيق قفزة نوعية في قطاع إنتاج لحوم الدواجن. تهدف المملكة إلى أن تكون من أبرز المنتجين العالميين في هذا المجال، معتمدةً على استراتيجيات مبتكرة تشمل شراكات دولية، استثمارات محلية ضخمة، وزيادة القدرات الإنتاجية المحلية.

خطط المملكة لتوسيع إنتاج الدواجن:

شهد قطاع الدواجن في المملكة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث شهد الإنتاج المحلي زيادة ملحوظة بفضل استراتيجيات توطين هذه الصناعة. على سبيل المثال، في النصف الأول من عام 2024، بلغ إنتاج لحوم الدواجن في السعودية نحو 558 ألف طن، مما يعكس زيادة بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق. تهدف هذه الزيادة إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات من خلال تطوير هذا القطاع.

منطقة الشقراء: مركز استراتيجي في تحقيق الأمن الغذائي:

منطقة "الشقراء" تعتبر حجر الزاوية في جهود السعودية لتحسين إنتاجها المحلي من الدواجن. حيث تدير شركة "تنمية الغذائية" مصنعًا ضخمًا في هذه المنطقة يعالج حوالي 150 ألف طائر يوميًا، ويمد سلاسل مطاعم عالمية مثل "ماكدونالدز" و"بوبايز" بكميات ضخمة من لحوم الدواجن. هذا يساهم بشكل كبير في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.

استثمارات محلية ودولية لدعم الإنتاج:

لم تقتصر جهود المملكة على تعزيز الإنتاج المحلي فقط، بل توسعت لتشمل استثمارات دولية لتعزيز قدراتها الإنتاجية. فقد عقدت السعودية شراكات مع منتجي الدواجن العالميين مثل شركة "BRF" البرازيلية وشركة "MHP" الأوكرانية. كما تدير المملكة أراضٍ زراعية في ولايات أميركية مثل أريزونا وكاليفورنيا، ما يعزز قدرتها على تأمين احتياجات القطاع من الأعلاف والمستلزمات الأخرى.

التحديات التي تواجهها المملكة:

رغم هذه النجاحات، تواجه السعودية تحديات عديدة في سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل بحلول عام 2030. من أبرز هذه التحديات ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة استيراد الأعلاف، اللقاحات، والمعدات اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، يواصل استهلاك اللحوم الداجنة المحلي النمو بسرعة، مما يستدعي زيادة الإنتاج بشكل أكبر لمواكبة هذا الطلب المتزايد.

التوقعات المستقبلية للقطاع:

رغم هذه التحديات، لا يزال مستقبل قطاع الدواجن في السعودية واعدًا. من خلال الاستثمار في تقنيات الإنتاج الحديثة وتوسيع الشراكات الدولية، تتطلع المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2030. هذه الخطط الطموحة قد تضع السعودية في طليعة منتجي اللحوم الداجنة في العالم، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية الإقليمية والدولية.

تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030:

يعد قطاع الدواجن من أبرز القطاعات التي تساهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. مع استمرار الاستثمارات المحلية والدولية في تطوير هذا القطاع، تتطلع المملكة إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، مما يجعلها قوة اقتصادية رائدة في إنتاج اللحوم الداجنة على المستوى العالمي.