مع الشروق .. إشعال الضفة الغربية كطوق نجاة لنتنياهو - عرب بريس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. إشعال الضفة الغربية كطوق نجاة لنتنياهو - عرب بريس, اليوم الجمعة 24 يناير 2025 10:38 مساءً

مع الشروق .. إشعال الضفة الغربية كطوق نجاة لنتنياهو

نشر في الشروق يوم 24 - 01 - 2025

2341738
يعيش الكيان الصهيوني في مرحلة حرجة للغاية بعد الخسائر الفادحة التي مني بها في حرب غزة، وهي أزمة تتجاوز أبعادها العسكرية لتتسع إلى تهديدات وجودية لحكومة بنيامين نتنياهو. ومع تصاعد الانتقادات الداخلية والضغوط الخارجية، وجد نتنياهو نفسه مضطرا الى إشعال حرب جديدة في الضفة الغربية كطوق نجاة لحكومته، ولإعادة ترميم صورتها أمام المجتمع الإسرائيلي الذي أصابه الإحباط بسبب هزيمة غزة.
وتشير الوقائع إلى أن الكيان الصهيوني ورغم مرور اكثر من 15 شهرا من المعارك الشرسة في غزة، لم يتمكن من تحقيق أهداف العدوان الاستراتيجية سواء المتعلقة باستعادة الرهائن او القضاء على حماس ، وهو ما أحدث شرخا عميقا في الجبهة الداخلية والسياسية والعسكرية وحتى الدولية. ومن أبرز تداعيات الاخفاق في غزة هو تزايد الاستقالات في جيش الاحتلال ، وارتفاع وتيرة الانتقادات ضد نتنياهو وحكومته، مما جعلها في موقف لا يُحسد عليه. هذا الفشل دفع الحكومة الإسرائيلية إلى محاولة فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية، على أمل أن يؤدي التصعيد في هذه المنطقة إلى إعادة صورة الردع التي افتقدها الجيش الإسرائيلي بعد الانهيار الذي اعترف به الصهاينة قبل غيرهم في قطاع عزة
فعملية "السور الحديدي"، التي أُطلقت في الضفة الغربية مباشرة بعد التوصل الى صفقة لوقف الحرب في القطاع، تحمل في طياتها دلالات عميقة لانها لا تقتصر على كونها مجرد تصعيد عسكري، بل هي محاولة لتقوية سيطرة الكيان المحتل على الضفة الغربية في إطار استراتيجية طويلة الأمد تتمثل في ضم الضفة الغربية بالكامل، وهو هدف يسعى وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الى تحقيقه بضغط شديد.
ومن جهة أخرى، يحمل التصعيد العسكري في الضفة الغربية احتمالية لنتائج غير محسوبة ، فحتى وإن كانت إسرائيل تأمل في استعادة الردع، فإن العمليات العسكرية في مناطق مثل جنين قد تؤدي إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية بشكل غير مسبوق ، وهو تصعيد قد يشهد تحولات غير متوقعة في مسار الصراع، مما يرفع من درجة التوتر في المنطقة لأنه ورغم فارق الامكانيات الا ان المقاومة في الضفة الغربية تبدو في تنامٍ مستمر، مما يعكس تحولا في موازين القوى يمكن أن يعيد تشكيل الواقع الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.
التصعيد في الضفة الغربية يمثل سلاحا ذا حدين ، من جهة، قد يسهم في تعزيز الدعم الشعبي لمجرم الحرب نتنياهو في مواجهة الأزمات الداخلية التي تعصف بحكومته، وقد يمنح جيش الاحتلال فرصة لإعادة إثبات قوته أمام الشعب الإسرائيلي. لكن من جهة أخرى، قد يفتح الباب أمام تطورات إقليمية ودولية غير متوقعة، قد تجعل الوضع أكثر تعقيدا خاصة في ظل غموض المواقف الأمريكية والإقليمية.. وفي النهاية، يبدو أن التصعيد في الضفة الغربية ليس سوى محاولة صهيونية للهروب إلى الأمام بعد الفشل في غزة، لكن هذا التصعيد قد يُفضي إلى تعقيدات أكبر في المستقبل..
والحديث عن العدوان المتصاعد في الضفة الغربية الذي أصبح يشبه حرب الإبادة التي شهدتها غزة، لا سيما بعد تدمير المستشفيات وتنفيذ اغتيالات ميدانية في جنين، يفرض علينا التطرق إلى الدور المشبوه الذي تقوم به سلطة محمود عباس. هذه السلطة التي أصبحت تشارك في عمليات مشتركة مع قوات الاحتلال ضد المقاومين في الضفة، وهو ما يعد تراجعا أخلاقيا وسياسيا قد يعمق الأزمة الفلسطينية ويزيد في حدة الانقسامات، بما يتنافى مع مصالح القضية الفلسطينية برمتها وهو ما يتطلب استفاقة سريعة من سلطة محمود عباس قبل فوات الاوان ...
ناجح بن جدو

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق