أكدت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، في حديثها أن العرفان بالجميل والاعتراف بالفضل يعتبران من أجمل طباع الفطرة الإنسانية وأخلاق الإسلام النبيلة، التي حثت عليها الشريعة الإسلامية.

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حلقة برنامج "فطرة"، المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء،  أن كل شخص قد مر في حياته بلحظات احتاج فيها إلى مساعدة من آخرين، سواء كانوا من الأقارب، الأصدقاء، أو حتى الغرباء، وأنه من الواجب علينا أن نكون ممتنين لهم ونعترف بفضلهم.

وتابعت: "لقد علمنا الله سبحانه وتعالى الشكر وجعل له مكانة عظيمة، فقد جزى الله سبحانه وتعالى كل من يقوم بفعل الخير بمكافآت عظيمة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح في أكثر من حديث كيف أن شكر الناس على جميل صنعهم هو أمر عظيم، حتى في المواقف البسيطة، على سبيل المثال، ذكر صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: 'بينما رجل يمشي في طريق وجد غصن شوك على الطريق فأزاله، فشكر الله له فغفر له'".

وأشارت إلى أن الشكر لا يقتصر فقط على المواقف البسيطة، بل يمتد إلى الاعتراف بالفضل لكل من له دور في حياتنا، وعلى رأسهم الوالدين، لافتة إلى أنه مهما حاولنا شكر والدينا، فإننا لن نتمكن من الوفاء بحقوقهم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى الشكر لهم مقرونًا بشكره عز وجل، كما قال في القرآن الكريم: 'أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير'.

كما أكدت على أهمية الشكر بين الزوجين وبين الأرحام والأصدقاء، حيث أن تلك العلاقات الإنسانية تقتضي منا الاعتراف بالفضل والامتنان لكل من كان له دور في حياتنا، موضحة أن الشكر يمكن أن يكون بالفعل أو بالكلمة الطيبة أو حتى بالدعاء.

واستشهدت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له"، مؤكدة على أن الشكر والامتنان هما جزء من الفطرة الإنسانية السليمة، وقد أمرت الشريعة الإسلامية بهما.