يشهد حي الصفطاوي، على الطريق المؤدي إلى مخيم جباليا، مشهدًا مؤثرًا لعودة الأهالي بعد حصار خانق استمر لأكثر من 100 يوم، طال مناطق شمالي قطاع غزة بكاملها.

كاميرا المنار رصدت حجم الدمار الهائل الذي اجتاح المنطقة، مستعرضةً مشاهد الخراب التي طالت منازل المواطنين ودمرت البنى التحتية والخدمية، نتيجة القصف الصهيوني العنيف.

وعبّر المواطنون العائدون إلى ركام منازلهم عن فخرهم بالنصر الذي تحقق رغم الجراح، ورفعوا أكف الشكر لله تعالى الذي ثبت أهل غزة وأكرمهم بالصمود.

وأكد الأهالي أنهم، منذ اللحظات الأولى للعدوان، كانوا على يقين بقدرتهم على الصمود في وجه آلة الحرب الصهيونية، متسلحين بإيمان راسخ وعزيمة لا تلين أمام التحديات.

وقد نجح شمال القطاع في كسر كل محاولات التهجير القسري التي راهنت عليها قوات الاحتلال، وأفشل مخططات جنرالاتها التي سعت لإفراغ الأرض وسلب هويتها.

وغدت مشاهد الدمار جزءًا لا ينفصل عن واقع غزة، حيث تتلاشى ملامح الحياة خلف الركام، ولا يكاد يُرى منزلٌ سالمٌ من أهوال العدوان. في شوارعها، تنطق كل زاوية بحكاية خراب، حتى ضاعت معالم الطرق وغابت صور المناطق التي كانت مألوفة.

ورغم 470 يومًا من القصف والحصار، صمد أهل غزة وأفشلوا مخططات الاحتلال لتحويل شمال القطاع إلى مستوطنات صهيونية، مؤكدين أن الأرض لمن يزرعها ويرويها بالصمود.

وفي جنوب القطاع، وتحديدًا في خانيونس، سعى الاحتلال عبر سياسة الأرض المحروقة وتدمير المنازل والبنى التحتية، إلى جعل العودة إليها حلمًا مستحيلًا. إلا أن الفلسطينيين، مع أول إشراقة لوقف إطلاق النار، عادوا رغم الدمار ليؤكدوا أن الأوطان لا تُترك، مهما تعاظمت التحديات.

وشدد أصحاب الأرض على أنهم لن يتخلوا عن منازلهم مهما ارتكبت آلة الحرب من جرائم، متعهدين ببذل كل جهد ممكن لإعادة إعمار ما دمرته يد الاحتلال الغاشم.

الأوطان لا تنتزع من أصحابها، فعادوا إليها وهي ركام ليعيدوا بناءها حجراً فوق حجر، ويمحوا أوهام المحتل بالتهجير أو كسر الإرادة.

المصدر: موقع المنار