أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية، اليوم الإثنين، ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، محققًا إنجازًا تاريخيًا كأول رئيس أمريكي سابق يعود إلى المنصب بعد غياب دام أربع سنوات. هذا الحدث لم يتكرر منذ عهد الرئيس جروفر كليفلاند، الذي خدم فترتين غير متتاليتين بين عامي 1885 و1897. 

مسيرة ترامب السياسية: من رجل أعمال إلى رئيس

وُلد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 في كوينز، نيويورك. قبل دخوله المعترك السياسي، كان رجل أعمال ومطور عقاري ناجح، واشتهر ببرنامجه التلفزيوني "المتدرب". في عام 2016، فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، مستندًا إلى شعار "أمريكا أولاً". بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن، عاد ترامب للساحة السياسية بقوة، ليحقق فوزًا في انتخابات 2024، ويصبح ثاني رئيس في التاريخ الأمريكي يتولى فترتين غير متتاليتين. 

مراسم التنصيب: احتفالات وإجراءات أمنية مشددة

جرت مراسم تنصيب ترامب في مبنى الكابيتول بواشنطن العاصمة، بحضور شخصيات سياسية بارزة ورؤساء سابقين. تميز الحفل بإجراءات أمنية مشددة، حيث تم نشر أكثر من 25 ألف عنصر أمني، بما في ذلك 4 آلاف ضابط من مدن أخرى و7800 فرد من الحرس الوطني. كما تم تركيب 30 ميلاً من السياج المضاد للتآكل، وهو الأطول في تاريخ حفلات التنصيب، لضمان سلامة الحضور.

التحديات والآفاق المستقبلية

يواجه ترامب في ولايته الثانية تحديات داخلية وخارجية متعددة، بما في ذلك الانقسامات السياسية، قضايا الهجرة، والعلاقات الدولية المتوترة. في خطابه الافتتاحي، أكد عزمه على تعزيز الاقتصاد، إعادة بناء البنية التحتية، وتحقيق "عصر ذهبي" جديد للولايات المتحدة. كما شدد على أهمية توحيد الصف الوطني والعمل مع جميع الأطراف لتحقيق مصالح البلاد.

عودة ترامب وسط تحديات سياسية واقتصادية

تأتي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تحديات داخلية وخارجية معقدة. داخليًا، يواجه ترامب اقتصادًا يعاني من تضخم مرتفع وأسعار طاقة متقلبة، بالإضافة إلى استمرار الانقسامات السياسية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة. خارجيًا، تتعامل الولايات المتحدة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما في أوروبا الشرقية وآسيا. من المتوقع أن تكون أجندة ترامب متركزة على إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن القومي، مع سياسات صارمة تجاه الهجرة والعلاقات التجارية الدولية. كل هذه القضايا تجعل من ولايته الثانية محطة حاسمة في تاريخ البلاد.