تحقيق: ميرة الراشدي
تعد المكتبات المدرسية عاملاً أساسيًا في بناء جيل من الطلاب المتميزين الذين يمتلكون حب الاستكشاف والمعرفة، كما أنها بيئة تعليمية تثقيفية مهمة تقدم مجموعة متنوعة من الموارد التعليمية والكتب، بهدف لتشجيعهم على حب القراءة باعتبارها مساحة لاستكشاف مواضيع مختلفة وشائقة تعزز أداءهم الأكاديمي، لكن على الرغم من ذلك فإن بعض المكتبات الدراسية لا تلاقي الإقبال الجيد من الطلاب بسبب عدة عوامل.
في التحقيق التالي، تناقش «الخليج» مع عدد من الخبراء التربويين والمعلمين، والطلاب، واقع المكتبات المدرسية وأثرها على العملية التعيليمية، حيث تنوعت الآراء حول دورها الكبير في تنمية حب القراءة وتعزيز المهارات البحثية لدى الطلاب، وأبدى آخرون قلقهم من ضعف الإقبال عليها بسبب ضغوط الدراسة وقلة التنوع في الكتب والمرافق غير الجذابة.
الخبيرة التربوية، أمينة الماجد، أكدت أهمية المكتبة ودورها المحوري في تعزيز العملية التعليمية للطلاب، وأن ارتباط الطلاب بها، سواء كانت تقليدية أو إلكترونية، يسهم في تحفيزهم على البحث العلمي وكتابة التقارير، مشددةً على أهمية دور المعلمين في تحفيز الطلاب على زيارة المكتبة، ودعت لتنظيم جوائز وشهادات تقديرية للطلاب المواظبين على القراءة.
وأضافت أن أمناء المكتبات يجب أن يكونوا شخصيات محفزة ويعملون على جذب الطلاب، بتنظيم مسابقات وتوفير جوّ من الألفة، مشيرة إلى أن بعض أمناء المكتبات يضعن قوانين صارمة، مثل منع لمس الكتب أو تناول الطعام والشراب داخل المكتبة، ما قد يؤدي إلى نفور الطلاب، خصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية، لذا أوصت بضرورة تهيئة مساحة مريحة لهم للتعامل بحرية مع الكتب.
كما دعت إلى ضرورة دمج المكتبة المدرسية في الحصص الدراسية، بحيث يرتبط الطلاب بجميع المواد من خلال زيارات شهرية أو نصف شهرية لها، واقترحت أن يقوم أمناء المكتبات بتقديم فقرة أسبوعية في الإذاعة المدرسية لتعريف الطلاب بأهمية الكتب.
ودعت أمينة الماجد إدارات المدارس لمنح المكتبة المدرسية اهتمامًا أكبر وفتح أبوابها طوال اليوم، وتشجيع زيارات المعلمين وضيوف المدرسة، وتنظيم ورش عمل واجتماعات داخلها لتعزيز دورها التعليمي والتثقيفي.
إمكانات كبيرة
منى إسماعيل إبراهيم، معلمة اللغة العربية، أكدت أن مكتبة المدرسة تمتلك إمكانات كبيرة لدعم العملية التعليمية وتلبية احتياجات الطلاب، لكن الوضع الحالي لا يتم استغلاله بالشكل الأمثل، ما يؤثر في تحصيل الطلاب الدراسي ويحد من استفادتهم من مصادر المعرفة المتوفرة.
وأوضحت، أن إدارة المدرسة تسعى بجدية إلى تطوير المكتبة لتكون بيئة تعليمية متكاملة، حيث تعمل على تنظيم اجتماعات وورش عمل لتحسين خدماتها وتوفير الموارد التي يحتاجها الطلاب في مختلف المواد.
وأشارت إلى أن المكتبة تضم مجموعة غنية من الكتب والقصص والمصادر التعليمية، التي من شأنها أن توسع آفاق الطلاب المعرفية وتنمي لديهم حب القراءة، كما يوجد جدول زيارات منظم يسمح لهم بزيارة المكتبة برفقة معلميهم، ما يساعدهم في الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.
وقالت إنه برغم الإمكانات المتاحة، لاحظت أن عدد الطلاب الذين يستخدمون المكتبة بانتظام قليل جداً، مرجعة ذلك إلى عدة عوائق؛ من بينها ضيق الوقت الذي يُخصص للمكتبة بسبب كثرة الواجبات الدراسية المنزلية وطول المناهج، إضافة إلى تعدد الأنشطة التي يشترك فيها الطلاب، مما يجعل من الصعب عليهم تخصيص وقت كافٍ للقراءة والمطالعة.
واقترحت منى إسماعيل تنظيم مسابقات خاصة داخل المدرسة تشجع الطلاب على زيارة المكتبة وتزيد تفاعلهم معها، مثل تحديات القراءة التي تحمل جوائز تحفيزية، كما دعت المعلمين لتوجيه الطلاب نحو المكتبة، عبر تعزيز مفهوم القراءة وتوعية الطلاب بأهمية الاستفادة من مصادر المكتبة في تنمية معارفهم ورفع مستوى تحصيلهم الأكاديمي.
ضغوط الدراسة
في لقاء لـ«الخليج» مع عدد من الطلبة، كشفت أسباب ضعف الإقبال عليها، حيث قال علي محمد الجنيبي، بالصف العاشر، إنه من ضمن الطلاب الذين لا يزورون المكتبة المدرسية بشكل دوري بسبب ضغوطات الامتحانات وكثرة الواجبات الدراسية، وأن الوقت الذي يقضيه في الدراسة غالبًا ما يمنعه من الاستفادة الكاملة من الموارد المتاحة في المكتبة، حيث يفضل التركيز على المراجعة والتحضير للامتحانات.
وأشار إلى أهمية القراءة والكتب في تحسين مهاراته الدراسية، قائلًا: «الكتاب يقوي الذاكرة ويحسن مهارات القراءة، وهناك العديد من الأشياء المفيدة التي يمكنني الاستفادة منها من خلال القراءة، وأرى في الكتب مصدرًا غنيًا للمعرفة التي يمكن أن تسهم في تطوير مهاراتي الأكاديمية والشخصية، لكن ضيق الوقت وتراكم الأعمال المدرسية يجعل من الصعب تخصيص وقت كافٍ لزيارة المكتبة بانتظام».
تحفيز وتشجيع
أوضحت طيف مانع ناصر، بالصف الثاني عشر، أهمية المكتبة المدرسية ودورها في تطوير مهاراتها الدراسية، حيث أكدت أنها من الطلاب الذين يزورون المكتبة يوميًا، حتى في أوقات الاستراحة، قائلة أحب قضاء وقتي في المكتبة، بل أذهب إليها حتى في فترة الاستراحة المدرسية، حيث أتناول طعامي هناك وأستمتع بقراءة كتاب جديد.
وأضافت، أنها تميل بشكل خاص إلى قراءة الكــتب ذات الطابع التاريخي والثقافي، ما يعــكــس اهتــــمامها الكبير بتوسيع معرفتها في تلك المجالات، مشيرة إلى أن الفضل في تنمية حبها للقراءة يعود إلى وعي أسرتها ومعلميها الذين كانوا يشجعونها منذ صغرها على الاستفادة من الكتب والمصادر المتنوعة.
وأكدت أن المكتبة المدرسية تحتوي على مجموعة واسعة من الكتب التي تلبي اهتمامات الطلاب في مختلف المجالات، مثل العلوم والتكنولوجيا والدين والثقافة العامة، موضحة أن هذا التنوع يجعلها مصدرًا غنيًا للمعرفة التي تسهم في إثراء التحصيل الدراسي للطلاب، وتساعدهم على تنمية قدراتهم العقلية والفكرية.
ضعف القراءة
قال علاء الدين محمد، الطالب بالصف التاسع، إنه لا يحب القراءة أو زيارة المكتبة المدرسية، ويشعر بتشتت وضعف في التركيز عندما يحاول القراءة حيث يشعر بصعوبة في التركيز، ويجد نفسه مشتتًا، لذلك يكتفي بقراءة المقالات والأخبار القصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات.
وأوضح، أنه يفضل التركيز على المحتوى السريع الذي يعرضه الإنترنت، مثل المنشورات القصيرة والأخبار العاجلة، بدلاً من قراءة الكتب أو المقالات الطويلة التي تتطلب وقتًا وجهدًا أكبر، وأحيانًا يرى كتبًا تحتوي على مواضيع شائقة، لكننه يتردد في قراءتها لأنه يفكر في الوقت الطويل الذي سيحتاجه لإتمام القراءة والتركيز المكثف.
قلة الكتب المناسبة
أكدت شما حسين أحمد، بالصف الثاني عشر، أنها تحب زيارة المكتبة المدرسية مرة كل أسبوعين، لكن الكتب الموجودة بها محدودة وغير متنوعة بشكل كبير، مما يجعلها غير مناسبة لعقلية جميع الطلبة.
وأضافت، أنها تجد صعوبة في الاستفادة الكاملة من المكتبة بسبب قلة الخيارات المتاحة، وأن الكتب التي تحتويها لا تغطي اهتمامات جميع الطلاب، لذا تضطر إلى زيارة المكتبات الخارجية التي تتسم بتنوع أكبر في محتوياتها.
أما ماريا جوزيف سامي، الطالبة بالصف الخامس، فقالت إنها لا تفضل زيارة المكتبة المدرسية بسبب تصميمها غير الجاذب، مشيرة إلى أن المكتبة غالباً ما تكون مغلقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق