- انطلقت فكرة "سارة بلاكلي"، مؤسِّسة شركة ""سبانكس"" Spanx، التي تُقدَّر قيمتها بمليار دولار، من مبلغ متواضع لا يتعدّى 5000 دولار من مدخراتها الشخصية، مدفوعةً برغبتها في إيجاد حلّ لمشكلة شخصية كانت تُعاني منها. وهذا يُؤكّد أن أفكار المشاريع التجارية المُبتكرة قد تأتي من أي مكان تقريبًا.
- فقد كانت فكرة "سارة بلاكلي" الرائعة حاضرة أمام عينيها طوال الوقت - حرفيًا. ففي عام 1998، كانت سارة، وهي المديرة التنفيذية السابقة لعلامة تجارية للملابس الداخلية النسائية، تعمل مندوبة مبيعات لأجهزة الفاكس عندما استلهمت فكرة "سبانكس".
- كان بنطالها الأبيض مُعلّقًا في خزانتها لمدة ثمانية أشهر دون أن ترتديه، لأنها لم تتمكن من الحصول على "المظهر الانسيابي" الذي كانت تطمح إليه.
- أرادت "بلاكلي" ارتداء قطعة ملابس لا تُظهر خطوط الملابس الداخلية وتأتي بدون حزام الخصر التقليدي - لذلك قامت ببساطة بقصّ أقدام الجوارب الضيقة. وهكذا، توصلت "بلاكلي" إلى الفكرة التي ستجعلها في النهاية مليارديرة.
- خلال قمة "أقوى النساء" التي نظمتها مجلة فورتشن عام 2014، صرحت "بلاكلي" بأن رغبتها في الحصول على ملابس داخلية بمقاس أفضل كانت الدافع وراء فكرتها، وأن مشكلتها كانت مصدر إلهامها.
- والمثير في الأمر أن "بلاكلي" لم تتلق أي تدريب في إدارة الأعمال طوال حياتها، ولم تعمل في مجال الأزياء أو البيع بالتجزئة، ولم يكن لديها سوى 5000 دولار فقط لاستثمارها في المشروع.
- وقد رفض عدد من مصنعي الجوارب عرض "بلاكلي" في البداية. وروت قائلة إنهم كانوا يطرحون عليها دائمًا نفس الأسئلة الثلاثة: "من أنتِ؟ وماذا تعملين؟ ومن يدعمكِ ماليًا؟" ومن ثم كانوا يرفضون التعامل معها بلباقة.
- أكدت "بلاكلي" أنها لطالما وثقت بحدسها طوال رحلتها، وأنها تعتقد أن الأصالة والصدق مع الذات أمران بالغا الأهمية.
الانطلاقة الكبرى ل"بلاكلي"
- في حين واجهت "سارة بلاكلي" رفضًا أوليًا لفكرتها التي كان من شأنها أن تُحدث تحولًا جذريًا في عالم جوارب النساء كما نعرفه، لم يثنِها ذلك عن عرض فكرتها على أحد أبرز الأسماء في عالم الموضة: نايمان ماركوس.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- اتصلت "بلاكلي" بمتجر نايمان ماركوس المحلي في أتلانتا، حيث كانت تقيم آنذاك، فأحالوها إلى مكتب المشتريات التابع للشركة في دالاس.
- عرّفت "بلاكلي" نفسها عبر الهاتف بأنها "سارة بلاكلي" وأبدت اهتمامها بعرض منتج سيُغيّر الطريقة التي يرتدي بها عملاء نايمان ماركوس ملابسهم.
- وافق مكتب المشتريات التابع لنايمان ماركوس على منح "بلاكلي" عشر دقائق لعرض فكرتها شخصيًا بشرط سفرها إلى دالاس.
- بعد نحو خمس دقائق من بدء عرضها، أدركت "بلاكلي" أن فكرتها لم تلقَ القبول المرجو لدى موظفة المشتريات، فاتخذت قرارًا سريعًا بعرض المنتج عمليًا. وفي تلك اللحظة تحديدًا، حظيت فكرتها بالقبول.
- تروي "بلاكلي" أن منتجها عُرض في سبعة متاجر. لم يُصدّق المُصنّع الذي وافق أخيرًا على تصنيع منتجات ""سبانكس"" عندما أخبرته "بلاكلي" بالخبر.
- في الواقع، أخبر "بلاكلي" أنه كان يعتقد أنها ستقدم هذه المنتجات كهدايا لعيد الميلاد طوال السنوات الخمس المقبلة، على حد تعبيرها.
تنمية إمبراطورية "سبانكس"
- قبل إطلاق منتجات "سبانكس" في متاجر نيمان ماركوس عام 2000، لجأت "سارة بلاكلي" إلى حيلة ذكية، حيث اتصلت بأصدقائها القاطنين بالقرب من المتاجر السبعة وحثتهم على شراء المنتج، بل وعرضت عليهم تعويضهم عن المبلغ الذي سيدفعونه.
- وعندما نفد معينُ أصدقائها وأموالها، تلقت "بلاكلي" اتصالًا غيّر مجرى الأمور، فقد وقع اختيار أوبرا وينفري على منتج "سبانكس" ليُضاف إلى قائمتها السنوية للمنتجات المفضلة.
- وفي عام 2000، أدرجت أوبرا وينفري "سبانكس" ضمن قائمتها السنوية، وكانت من المعجبات بالعلامة التجارية منذ فترة طويلة.
- وعلى مدار العقدين التاليين، واظبت أوبرا على دعم العلامة التجارية. ففي عام 2006، صرحت أوبرا في برنامجها قائلة إن "سبانكس" غيّر حقًا الطريقة التي ترتدي بها ملابسها.
- ومع استمرار شركة "سبانكس" في تقديم منتجات جديدة، بما في ذلك الملابس الرياضية التي تُساعد على تنحيف الجسم، انضمّ المزيد من الشخصيات المشهورة، مثل جوينيث بالترو، وكيتي بيري، وميندي كالينج، وكريسي تيجن، إلى قائمة المُعجبين بالعلامة التجارية.
- وهكذا، نجحت الفكرة التي وُصفت بأنها "مجنونة"، وأبرِمت "بلاكلي" صفقة شراكة مع سلسلة متاجر تارجت لتطوير خطّ ملابس داخلية بأسعار معقولة، يُباع حصريًا لدى هذا المتجر الرئيسي.
خط إنتاج للرجال أيضًا
- عندما تبلورت فكرة ""سبانكس"" في ذهن "سارة بلاكلي"، أدركت أن منتجات الجوارب آنذاك كانت مُنفرة وغير مريحة إلى حد كبير، ويعود ذلك إلى حقيقة أن الرجال هم من يصنعونها.
- صرّحت "بلاكلي" في مقابلة مع مجلة "فورتشن" أنه لم يخطر ببالها قط، كمستهلكة، أن جميع من يصنع ملابس النساء الداخلية والجوارب كانوا من الرجال.
- فالأشخاص الذين يصنعونها لا يرتدونها. كما أن الرجال الذين يُديرون مصانع الإنتاج كانوا أوّل من رفضوا منتجات "بلاكلي"، التي قُدّرت قيمتها بنحو 1.2 مليار دولار بحلول أواخر عام 2021.
- لكن "بلاكلي" لم تتخلّ عن فكرة إنتاج منتجات للرجال تمامًا، بل أطلقت خط إنتاج خاص بهم في عام 2010.
وختامًا:
- تُعد قصة نجاح "سارة بلاكلي" مع ""سبانكس"" درسًا ملهمًا لكل من يسعى لتحقيق أحلامه. فمن خلال الثقة بالحدس، والابتكار لحل مشكلة حقيقية، والإصرار على تحقيق الهدف رغم الصعوبات، أثبتت "بلاكلي" أن النجاح لا يتطلب موارد ضخمة أو خبرة مسبقة، بل شغفًا بالفكرة وإيمانًا بالذات.
- تظلّ رحلةُ "سبانكس" في عالمنا المليء بالتحديات رمزًا لقوة الأفكار البسيطة وقدرتها على إحداث تغيير جذريّ.
المصدر: فورتشين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق