مع اقتراب دخول قرار حظر منصة تيك توك في الولايات المتحدة حيز التنفيذ غداً، وقبل يوم واحد من تنصيب دونالد ترامب رئيساً جديداً، أبدى الملياردير وقطب العقارات الأميركي فرانك ماكورت اهتمامه بشراء الفرع الأميركي للمنصة الشهيرة مقابل 20 مليار دولار. العرض يثير الجدل بسبب قرار ماكورت استبعاد "الخوارزمية" الشهيرة للمنصة، التي تعتبر محرك نجاحها الأساسي.

عرض غير تقليدي: شراء دون الخوارزمية

في مقابلة مع شبكة NBC، أعلن ماكورت، البالغ من العمر 70 عاماً، أن خطته تعتمد على شراء الفرع الأميركي للمنصة دون الحصول على الخوارزمية التي طورتها الشركة الأم الصينية "بايت دانس". وأوضح قائلاً:

"الصين لن تبيع الخوارزمية، ونحن لا نريدها. نسعى إلى نموذج مختلف للإنترنت يمنح المستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم".

ويعتزم ماكورت، المعروف سابقاً بملكيته لفريق "لوس أنجلوس دودجرز" للبيسبول، تحويل أعمال "تيك توك" إلى منصة مفتوحة المصدر تتيح للمستخدمين والمبدعين تحكماً أكبر في بياناتهم.
 

لماذا تيك توك؟

تعتبر تيك توك واحدة من أكثر المنصات تأثيراً في الولايات المتحدة، حيث يتابعها نحو 170 مليون مستخدم أميركي. وتُقدر عائداتها الإعلانية في الولايات المتحدة لعام 2024 بحوالي 16 مليار دولار، وفقاً لتقديرات شركة الأبحاث eMarketer. أما القيمة السوقية الإجمالية للمنصة فتُقدر بين 40 و50 مليار دولار، مما يجعل عرض ماكورت مثيراً للجدل، خاصة مع استبعاده "الخوارزمية".

منافسون محتملون: ماسك ومنوشين

عرض ماكورت ليس الأول من نوعه. سبق أن طُرح اسم الملياردير إيلون ماسك كمرشح محتمل للاستحواذ على فرع "تيك توك" الأميركي. وفق تقارير صينية، تضمنت مناقشات طوارئ سيناريو يقوم فيه ماسك بشراء المنصة وإدارتها بجانب شركته "إكس" (تويتر سابقاً). لكن "تيك توك" نفت صحة هذه الادعاءات.

من جانبه، أعرب ستيفن منوشين، وزير الخزانة الأميركي السابق، عن اهتمامه بشراء المنصة، إلا أن محدودية موارده المالية قد تمنعه من إتمام الصفقة.

لماذا ترفض الصين بيع الخوارزمية؟

الخوارزمية التي تدير تيك توك هي المحرك الأساسي لجاذبيتها، حيث تعتمد على تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة تقدم محتوى مخصصاً للمستخدمين بدقة مذهلة. رفض "بايت دانس" بيع الخوارزمية يعكس أهمية التقنية وحساسيتها بالنسبة للصين، التي تعتبرها أداة استراتيجية لا يمكن التخلي عنها بسهولة.

السباق نحو المستقبل

اهتمام فرانك ماكورت بتحويل المنصة إلى نموذج مفتوح المصدر يشير إلى اتجاه جديد في كيفية إدارة بيانات المستخدمين والتحكم بها. لكن يبقى السؤال الأكبر: هل يمكن لـ"تيك توك" أن تحقق النجاح نفسه دون خوارزميتها؟