افتتح سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، معرض «برج راشد» المبادرة التي تندرج ضمن «استراتيجية جودة الحياة في دبي»، وتنظّمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» بدعم من «منصة سكة» كأول نسخة من «سلسلة دبي»، وهي مبادرة تسلّط الضوء في كل عام على جانب محدد من جوانب الإمارة، لتروي قصصها الملهمة بطرق مبتكرة، وتتمحور النسخة الأولى حول «برج راشد»، بوصفه رمزاً للتطوّر والازدهار في المدينة.
ويأتي المعرض احتفاءً بالذكرى الـ45 لافتتاح برج راشد الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ دبي المعماري والاجتماعي والاقتصادي، وجسّد رؤية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، لمستقبل دبي ومسيرتها التنموية، التي واصل بنيانها وعزّز مكانتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، برؤيته المُلهمة وقيادته الحكيمة، التي جعلت من دبي مدينةً عالميةً تتصدر مؤشرات التنافسية في مختلف القطاعات.
وقام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بجولة في المعرض الذي تستضيفه مكتبة الصفا للفنون والتصميم، حتى الثاني من مايو المقبل، واطّلع سموهما خلال الجولة على الأعمال الفنية المتنوّعة التي تسلط الضوء على مكانة برج راشد كرمزٍ يؤرخ لنهضة دبي العمرانية ومسيرتها التنموية الطويلة.
والتقى سموهما، خلال الجولة، عدداً من الفنانين المشاركين في المعرض، وأشادا بتميز أعمالهم وإبداعاتهم المبتكرة التي تسهم في إثراء الحراك الثقافي المحلي، إذ أكد سموهما أن برج راشد سيظل من المعالم المميزة لمدينة دبي كشاهد على تطورها كمركز رئيس للأعمال في المنطقة.
ويأتي تنظيم معرض «برج راشد» بالشراكة مع المكتب الإعلامي لحكومة دبي، والأرشيف والمكتبة الوطنية، ومركز دبي التجاري العالمي، وعدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة.
ويشارك في المعرض أكثر من 30 فناناً قدموا مجموعة واسعة من الأعمال الفنية مستلهمة من البرج الذي يمثل أيقونة ثقافية وإبداعية، ومن أبرزها قصيدة «برج راشد» للشاعر الدكتور عارف الشيخ، مؤلف كلمات النشيد الوطني للدولة، ويتناول في قصيدته نمط البرج المعماري وما يتميز به من خصائص فنية، ويعبر فيها عن طموحات المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، التي أسهمت في بناء أول ناطحة سحاب في دبي، لتصبح مع مرور الزمن مركزاً تجارياً عالمياً، فيما تعرِض الشيخة وفاء بنت حشر آل مكتوم صورة فوتوغرافية تحمل عنوان «مدفع رمضان أمام برج راشد»، وتستعرض فيها لحظة إطلاق مدفع الإفطار عند غروب الشمس بالقرب من البرج.
الرؤية والعزيمة
ويقدم الفنان عبدالرحيم سالم لوحة «برج راشد في الليل»، ويجسد فيها الرؤية والعزيمة التي أسهمت في نجاح تشييده، رغم الظروف البيئية الصعبة في المنطقة، فيما يُشكل عمل «انطلاقة» للفنان علي مراد دعوة للتأمل في بدايات رحلة دبي الاستثنائية، واحتفت الفنانة نوال أحمد البلوشي ببرج راشد كأحد معالم دبي التراثية، إذ أضاءت عبر عملها الرقمي «نمط راشد» على إيقاع التصميم البصري لهيكل برج راشد الخارجي لإبراز أهميته وتأثيره في محيطه، كما جمعت في عملها «راشد بنمط الباوهاوس» بين أسلوب مدرسة باوهاوس، الأكثر تأثيراً في تاريخ التصميم، وتقاليد الفن العربي، لتعبر عن رؤيتها للتكامل بين الشكل والتصميم.
ويسلّط الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، عبر عمله «سكون»، الضوء على الحوار المستمر بين الإنسان والعمارة، مستعرضاً التساؤلات حول النيات التي تقف وراء البيئات المبنية، واختيار طرق تصميمها وبنائها واستخدامها، واستند الدكتور أحمد العطار ومحمد الحمادي من «مجموعة الواقع» على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لإنتاج عملهما «لمحة عن برج الشيخ راشد»، ليقدما من خلاله تصوراً مبتكراً يعيد إحياء اللحظات التاريخية للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، في برج راشد.
مدينة استثنائية
ووثّق الفنان عمار العطار في عمله «دوار المركز التجاري»، مشهداً فريداً يعكس دبي كمدينة استثنائية لا تتوقف عن التطور، وشاركت الفنانة عليا الشامسي بسلسلة صور رقمية تحمل عنوان «برج راشد»، تعيد من خلالها تحليل عناصر البرج المعمارية، وما يتميز به من أشكال مبتكرة تتجاوز الأساليب التقليدية في العمارة، وقدمت ماجدة العوضي بالتعاون مع سعيد الكتبي «مجموعة برج راشد» المستلهمة من جماليات واجهة برج راشد، إذ تحول الشكل الهندسي إلى طبقات متعددة لتكوين وحدة تشكيلية، وإعادة تكرارها لابتكار أنماط تتناسق مع منتجات مختلفة، أمّا الفنان حسين الموسوي فيشارك بعمله «سعي بين الواجهات: مركز دبي التجاري العالمي»، ويمثل جزءاً من مشروع بعيد المدى يوثق التراث المعماري لدولة الإمارات في الأماكن العامة.
من جانبها، عبّرت الفنانة أسماء بالحمر في عملها «مركز دبي التجاري العالمي»، عن تجاربها ورؤيتها الفنية حول مظاهر التطوّر السريع الذي تشهده الدولة، عبر استكشاف التفاعل بين الجغرافيا الطبيعية المتغيرة وحيوية المشهد الحضري، وإبراز مفهوم «الإحساس بالمكان» الذي يحدد العلاقة بين الناس ومحيطهم المكاني، ومن خلال عمله «الثلاث والثلاثون المضيئة» يكرّم الفنان فيصل عبدالقادر، هيكل البرج الذي أتاح لزواره إطلالة بانورامية تستعرض تطوّر دبي، كما يشارك أيضاً بعمل «دراسة ثلاثية الأبعاد» الذي أنجزه بالتعاون مع الفنانة شمة البستكي، ويتألف العمل من ثلاث لوحات تجمع بين الألوان المائية والشعر، وتستعرض جماليات التصميم المعماري الذي تتميز به واجهة البرج الخارجية.
جوهرة معمارية
ويضيء أحمد حسن الصفار عبر عمله الفني «برج راشد» على مكانة البرج كجوهرة معمارية تمزج بين التراث العربي والتصميم المعاصر، ليعبر من خلال واجهاته عن قدرة دبي على الإبداع، وتحت عنوان «صراي دبي»، قدّمت الفنانات: آمنة بن بشر، ودنى العجلان ودانية العجلان تصوراتهن حول تطور دبي وطموحاتها المستمرة، من خلال ابتكار تصميم مقعد متعدد الاستخدامات مُستلهم من برج راشد، كما شاركت الفنانة ليس ماكولان، بعملها الفني «في مكانها الصحيح»، المستوحى من العناصر السبعة التي تميز واجهة برج راشد وتجسّد مفاهيم الوحدة والتعاون، بينما استلهم الفنان راشد الملا عمله «مرن – جناح معماري مؤقت ومرن» من مفهوم المرونة، مُستخدماً وحدات مصممة من أعمدة خشبية وأقمشة مستوحاة من برج راشد، للتعبير عن القدرة على التكيّف مع متطلبات الاستخدام من خلال سهولة الحركة، أو إعادة التشكيل، وعرضت الفنانة هند خالد بالتعاون مع الفنان جاسم النقبي تصميماً تجريبياً يحمل عنوان «خط برج راشد».
رمز النمو والتطوّر
ضمن معرض «برج راشد» عبّرت الفنانة لطيفة سعيد، في لوحتها «معماريو اللانهاية»، عن إعجابها باللمسة الإنسانية التي يعكسها التصميم المتقن لبرج راشد، للتعبير عن ظاهرة دبي الاستثنائية والتحول العميق الذي شكّلته رؤى قيادتها الحكيمة، واستلهمت الفنانة باتريشيا ميلنز فكرة عملها «الانتماء» من برج راشد الذي ترك في نفسها انطباعاً عميقاً، إذ تحوّل مع مرور الزمن من مجرد هيكل منفرد بارز في أفق المدينة إلى رمز للانتماء، وجمعت الفنانة فاطمة حميد السويدي في عملها الفني «أثر: دارسة مرئية» بين صور التقطتها لبرج راشد خلال 2024 مع صور أخرى التقطها خالها في الثمانينات، لتضيء من خلال ذلك على تحولات دبي المستمرة، وتناولت الفنانة سارا الخيال في عملها الفني «قيمة الذكريات»، مفهوم الذكريات وقدرتها على منح قيمة للأشياء، وعبر منحوتته «سر الخلود»، يجسد الفنان أحمد قطان ذاكرة ثلاثية الأبعاد لبرج راشد، من خلال إعادة تشكيل الواجهة، مستلهماً تصميمه من الزي الوطني الإماراتي الذي يرمز إلى أصالة التقاليد والثقافة الإماراتية، في حين استمد الفنان حسام بلان لوحته «برج راشد - رمز النمو والتطور» من زخرفة البرج المعمارية.
منصور بن محمد ولطيفة بنت محمد:
. برج راشد سيظل من المعالم المميزة لمدينة دبي كشاهد على تطورها كمركز رئيس للأعمال في المنطقة.
. 30 فناناً استلهموا أعمالهم وأفكارهم من برج يمثّل أيقونة ثقافية وإبداعية.
. المعرض يأتي احتفاءً بالذكرى الــ45 لافتتاح برج راشد الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ دبي.
. المبادرة تندرج ضمن «استراتيجية جودة الحياة في دبي»، كأول نسخة من «سلسلة دبي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق