في الضفة الغربية المحتلة، تواصل أجهزة السلطة لليوم الأربعين حصار مخيم جنين، ومعاونة الاحتلال ضد فصائل المقاومة والمقاومين، الذين يتصدون لها وللعدو بكل بسالة.

كما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح وفجر الإثنين، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتقالات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين. هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الإثنين، منزلا ومنشأتين تجارتين وغرفة زراعية وجرف أسوارا وسلاسل حجرية في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، كما هدمت منزلا ومنشأة زراعية في قلقيلية، وذلك بحجة البناء دون ترخيص.

في التفاصيل، تجددت الاشتباكات اليوم بين أجهزة أمن السلطة ومقاومين بمحيط مخيم جنين، إذ أصيب طفل بشظايا رصاص بالقدم، مع اندلاع اشتباكات في شارع مهيوب تخللها إطلاق نار كثيف، وذلك بعد فشل أجهزة السلطة الليلة الماضية في التسلل إلى المخيم من حارة الدمج.

وتمكن مقاومون من استهداف آلية عسكرية مصفحة لأجهزة السلطة في محور حارة الدمج، ما أدى إلى احتراقها وهروب العناصر الذين كانوا بداخلها. وتسبب عدوان السلطة بقطع أسلاك الكهرباء في حارة الدمج، وخراب واسع في الشوارع والمنازل المحيطة بمنطقة الاشتباكات.

كما كثفت أجهزة أمن السلطة خلال اليومين الماضيين من استخدام قذائف الإنيرجا والأر بي جي، والتي طالت منازل أهالي المخي وأصابت عدداً منهم بجروح. من جهتها، أكدت كتيبة جنين أن المقاومة في المخيم موحدة ولا فرق فيها بين مجاهدي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”كتائب الأقصى”، حيث يقفون جميعاً وقفة رجل واحد.

أما في سياق حملة الاقتحامات والاعتقالات المستمرة، فقد اعتقلت أجهزة الأمن “أبو ضياء سلامة” وهو والد شهيد خلال نقله نقله بواسطة سيارة إسعاف الهلال الأحمر إلى مستشفى جنين الحكومي، بعد إصابته بالرصاص في القدم. واعتقلت أجهزة السلطة الشاب مجدي الصيدلي من جنين، والشقيقيّن أسيد وحمودة الهمشري من مخيم جنين أثناء توجههما لطولكرم.

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي 5 فلسطينيين خلال اقتحامها، مدينة نابلس ومخيم العين.

واقتحمت قوات الاحتلال شارع التعاون في المدينة، وداهمت عدة منازل، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت مواطنين اثنين. كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العين غرب المدينة، ومنعت المركبات من المرور من الشوارع القريبة منه، وداهمت عدداً من المنازل، وفتشتها واعتقلت 3 فلسطينيين. هذا واعتدت قوات الاحتلال على شاب بالضرب خلال اقتحامها لمخيم العين، على ما أفاد مسعف من الهلال الأحمر.

في محافظة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين من بلدة ديراستيا. وذكر نادي الأسير أن جنود الاحتلال اعتقلوا نحو 70 فلسطينياً بعد أن داهموا منازلهم، بعضهم من كبار السن، ويعانون أمراضا مزمنة.

وتغلق قوات الاحتلال مدخل بلدة ديراستيا الرئيسي بالسواتر الترابية منذ أيام، وتمنع الدخول أو الخروج منه، كما تشدد من إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة، وتقتحمها بشكل مستمر.

إلى ذلك، شهدت محافظة الخليل، عدة اقتحامات ومداهمات لمناطق متفرقة من المحافظة، تزامنا مع نصب حواجز عسكرية والتنكيل بالفلسطينيين.

وداهمت عدة مركبات عسكرية إسرائيلية في الساعات الأولى من فجر الإثنين، مدينة حلحول، واقتحمت عشرات المنازل، وفتشتها وعاثت بها خرابا، وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية استمرت لساعات.

كذلك، نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا تحت جسر بيت كاحل، شمالي مدينة الخليل، وشرعت بتفتيش مركبات الفلسطينيين. وداهمت قوات راجلة من جيش الاحتلال، “جبل الرحمة” في مدينة الخليل، وأطلقت القنابل الصوتية.

واقتحمت قوات الاحتلال، بلدة دورا وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.

عمليات هدم

من جهة ثانية، طالت عمليات الهدم التي تقوم بها قوات الاحتلال أساسات منزل يعود إلى عائلة عبد السلام فزاع العمري، ومنجرة لعائلة محمد خالد الخطي، وغرفة زراعية، كما جرفت قوات الاحتلال أسوارا وسلاسل حجرية في البلدة، ووزعت منشورات تهديدية للأهالي في شوارع البلدة.

وأفاد مركز معلومات وادي حلوة، بأن قوة عسكرية اقتحمت البلدة فجر اليوم، برفقة جرافة إسرائيلية، وشرعت بهدم منزل بحجة عدم وجود ترخيص للبناء.

وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت الفتى زين عامر، والشابين حسن صايل الخطيب، ومعاذ عبد الرحمن الخطيب، بعد مداهمة منازل ذويهم.

ووفق محافظة القدس، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس خلال عام 2024، حوالي 380 عملية هدم وتجريف، منها: 92 عمليات هدم ذاتي قسري و259 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، بالإضافة إلى 29 عملية تجريف.

وسلمت سلطات الاحتلال خلال العام 2024، ما يزيد عن 130 إخطارا بالهدم في مختلف أنحاء محافظة القدس، في منطقة باب العامود، وبلدات سلوان والجيب وحزما وعناتا وجبع وجبل المكبر وكفر عقب ومخيم شعفاط، وفي تجمع أبو النوار شرق القدس، وأحياء البستان وياصول ووادي الجوز، منطقة الخنيدق ورأس النادر ببلدة بيت عنان شمال غرب القدس.

هذا وهدمت قوات الاحتلال، اليوم ، منزلا قيد الإنشاء ومنشأة زراعية، وجرفت أراضي زراعية شرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة.

واقتحمت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية قرية الفندق، وهدمت منزلا قيد الإنشاء تقدر مساحته 150 مترا مربعا، لعائلة حمودة محيسن، بحجة عدم الترخيص.

وهدمت ايضاً منشأة زراعية تحتوي على بركس وبيت بلاستيكي، وخزان مياه، لعائلة محمد أمين تيم، وهي مقامة على مساحة تقارب 4 دونمات، ما تسبب في خسائر مادية فادحة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال نصبت مؤخرا بوابة حديدية عند مدخل القرية، الذي يربط بين مدينتي قلقيلية ونابلس، ما تسبب في عرقلة حركة تنقل الفلسطينيين.

التوسع الاستيطاني على قدم وساق

وصادق مجلس التخطيط الأعلى في “الإدارة المدنية” للاحتلال في الضفة الغربية، منذ بداية كانون الأول/ديسمبر الفائت، على بناء 2377 وحدة سكنية في المستوطنات، بينها 400 وحدة سكنية تقريبا، تمت المصادقة عليها يوم الأربعاء الماضي.

ويأتي توسيع وتسريع البناء الاستيطاني في أعقاب قرار وزير المالية الإسرائيلي والوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، المسؤول عن الاستيطان، بأن يعقد مجلس التخطيط الأعلى اجتماعات أسبوعية للمصادقة على مخططات بناء في المستوطنات، بدلا من عقد اجتماع كل ثلاثة أو أربعة أشهر، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الإثنين.

ويهدف تحويل اجتماعات مجلس التخطيط الأعلى إلى اجتماعات أسبوعية إلى زيادة كبيرة في المصادقة على مخططات البناء في المستوطنات، وتوسيعها، خلال العام 2025 قياسا بالسنوات الماضية.

وجرت في العام 2023 المصادقة على مخططات بناء 12,349 وحدة سكنية في المستوطنات، وعلى مخططات بناء 9,884 وحدة سكنية في العام 2024، حسب الصحيفة. ويتوقع المستوطنون أن يرتفع بشكل كبير عدد الوحدات السكنية التي سيصادق عليها من خلال الاجتماعات الأسبوعية لمجلس التخطيط الأعلى.

يشار إلى أن حكومة العدو صادقت، في تموز/يوليو العام 2023، على قرار يقضي بأن يصادق سموتريتش لوحده على دفع مخططات بناء في المستوطنات بدون الحاجة إلى موافقة الحكومة، بينما كانت الحكومة في السابق هي التي تصادق على مخططات بناء كهذه، من خلال نظام متفق عليه مع الولايات المتحدة.

المصدر: مواقع إخبارية